في الكرة لا يُعترف بالحظ السيئ.. إما أن تهتز الشباك ومن ورائها الشاشات بصرخات الإعجاب للمنتصر، أو تصب اللعنات والاتهامات على المهزوم.. لا توجد في هذا العالم منطقة وسطى تجمع طرفي النقيض، يُصفَّق فيها باحترام للغالب ويُثنى على أداء المغلوب!
وبرغم ذلك، فهناك عشرات ومئات من أصحاب «المهارات المتوسطة» ترزح بهم ملاعب الأرض، ومروان محسن لاعب الأهلي المصري واحد من هؤلاء.
هؤلاء الذين يطلق عليهم «الميديوكر».. أنصاف الموهوبين، أو مشاهير المنتصف دائما، المعول عليهم كثيرا، المذبذبون بين أداء يلامس أفق الحدود القصوى ولا يخترقها، وإمكانات عادية سرعان ما تكشفها المواجهات التي لا ترحم.
وأسوأ ما قد يواجهه الميديوكر «الحظ النحس»، وهذا ما تطابق مع مروان عشية ليلة (الجمعة) الماضية، حينما حال القائم الأيسر لبالميراس البرازيلي بينه وبين آخر أمل يصافح به الجماهير المتعطشة للتباهي بالانتصار؛ ليتجرع منفردا ألم حملة شنها مشجعو القلعة الحمراء، رغم فوز الأهلي ببرونزية أندية العالم.
تناست الجماهير العريضة، والحناجر الغاضبة، ومطلقو حملات الصخب عبر السوشال ميديا، الفوز الكبير والإنجاز التاريخي، وطالبوا الكابتن الخطيب بسرعة التخلص من مروان بالاستغناء عنه، وإنهاء تعاقده أو حتى إعارته لأي نادٍ خارج الحدود.
تناسوا أيضا أن «الميديوكر» ليسوا فقط بين صفوف لاعبي الكرة، بل في كل وجه من وجوه الحياة، إلا أن لاعب الكرة مشكلته أنه اختار أن يكون تحت رحمة «الساحرة المستديرة»!